[بكجور يتسلّم الرّقّة من غلام سعد الدولة]
وسار بكجور [1] من دمشق إلى الرقّة، تسلّمها من غلام لسعد الدولة كان فيها مقيما، وأقام بكجور بها.
[منير الخادم يدخل دمشق]
وحصل [2] بدمشق منير الخادم الصقلبي غلام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس [3].
...
[ظهور الكوكب ذو الذؤآبة بالمغرب]
وظهر كوكب ذو ذوأبة في المغرب ليلة الأحد لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، فأقام نيّف عشرين [4] يوما وغاب [5].
...
[وفاة شرف الدولة أبي الفوارس وانتقال الإمارة لأخيه أبي نصر]
ومات شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة في سنة ثمانين
= أي 27 منه، وهذا يتّفق مع قول المؤرّخ يحيى بن سعيد «يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجّة». وأقول أيضا: إنّ ظاهرة الريح العاصفة لم تقتصر على مصر فحسب، بل شهدت بغداد ريحا عاصفة أيضا في تلك السنة، ترافقت مع ظهور الكوكب ذي الذؤآبة، وهو الكوكب المعروف في عصرنا الحاضر بمذنّب «هالي». فقد ذكر ابن الجوزي في المنتظم 7/ 141 في حوادث سنة 378: «وفي شعبان كثرت الرياح العواصف وجاءت بفم الصلح وقت العصر من يوم الخميس لخمس بقين منه ريح شبّهت بالتنّين حتى خرقت دجلة، حتى ذكر أنه بانت أرضها من ممرّ الريح، وهدمت قطعة من المسجد الجامع وأهلكت جماعة من الناس وغرّقت كثيرا من السفن الكبيرة المملوءة بالأمتعة، واحتملت زورقا منحدرا وفيه دوابّ وعدّة سفن، وطرحت ذلك في أرض جوفى، فشوهد بعد أيام. وفي هذه السنة لحق الناس بالبصرة حرّ عظيم وجنوب فتساقط الناس في الشوارع وماتوا في الطرقات». وذكر ابن الأثير أيضا (9/ 60): «في هذه السنة تتابعت الأمطار، وكثرت البروق والرعود، والبرد الكبار، وسالت منه الأودية، وامتلأت الأنهار والآبار ببلاد الجبل، وخربت المساكن، وامتلأت الأقناء طينا وحجارة، وانقطعت الطرق». [1] في البريطانية «بجكور». [2] من هنا حتى قوله «من السنة» 24 سطرا ساقطة من (س). [3] الخبر في: زبدة الحلب 1/ 178، وذيل تاريخ دمشق 30،31، والمختصر في أخبار البشر 2/ 125، والدرّة المضيّة 222، واتعاظ الحنفا 1/ 269. [4] كذا، والصحيح «نيّفا وعشرين». وقد أثبتت «و» في البريطانية. [5] اتعاظ الحنفا 1/ 267 وفيه: فأقام اثنين وعشرين يوما».